رواية سيد القمر الاسود الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب مصطفى


 رواية سيد القمر الاسود الفصل الثامن عشر 18 بقلم زينب مصطفى


بعد مرور ثلاثة أيام..


دخلت حبيبة برفقة مرام إلى مقر عملها والذي يقع بداخل شقة صغيرة في شارع جانبي بأحد أحياء القاهرة ..


حبيبة بتوتر وهي تتأمل المكان من حولها برهبة  : 

= انا حاسة إني خايفة أوي ومش عارفة انا طاوعتك إزاي وانا معنديش أي خبرة في الشغل. 


ضحكت مرام بمرح  :

= يعني انا ولا سارة اللي عندنا خبرة دا أول شغل لينا زيك بالظبط ومفيش غير ياسر اللي عنده خبرة عشان كان بيشتغل أربع سنين في شركة ديكور كبيرة.. 






ثم دخلت إلى داخل الشركة التي تميز بهوها بأناقة كبيرة يفصلها عن باقي الشركة باب من خشب الأرو المشغول الذي دخلت منه مرام تتبعها حبيبة التي سارت وهي تتأمل المكان بتوتر لتجد خلف الباب ثلاث غرف .. غرفتان أنيقتان مفروشتان بعناية وزوق عالي في حين الغرفة الأخرى تتواجد في مكان منعزل قليلاً و بعيد عن العيون فدخلتها مرام وهي تقول بمرح  :

=تتااا .. تتاااا .. بتعملوا إيه من غيري .. أقدملكم حبيبة ذات الموهبة الرائعة و شريكتنا الرابعة في الشغل .


نظرت حبيبة بتوتر إليهم لتجد غرفة كبيرة وواسعة جداً تتميز بأنها عملية وغير أنيقة لا يوجد بها إلا مكتبة بها العديد من الكتب والكاتلوجات الخاصة بالديكورات وأربع مكاتب صغيرة تحتل أحدهم شابة سمراء جميلة في منتصف العشرينيات من عمرها ذات عيون عسلية واسعة وشعر أسود مموج ترفعه بدون إهتمام في كعكة غير مترابطة وأمامها جهاز كمبيوتر محمول تعمل عليه وهي تمضغ علكة وتنفخها وهي تدندن بأغنية قديمة…


في حين جلس إلى المكتب الآخر شاب أنيق في أواخر العشرينيات من عمره ذو شعر بني وعيون عسلية يعمل هو الآخر بتركيز على جهاز كمبيوتر محمول موضوع أمامه..


مرام بمرح  : 

=هييييي..نحن هنا. 


نظر ياسر إليهم بدهشة ثم إنتبه لوجودهم فإبتسم وهو يقف ويمد يده لحبيبة محيياً  :

=أهلاً وسهلاً أستاذة حبيبة معلش مخدتش بالي كنت مركز في التصميم اللي قدامي..


مرام بتبرم  :

=أهلاً لحبيبة بس مفيش أهلاً ليا انا كمان .. ماشي. 


ياسر وهو يتأملها بإبتسامة جذابة: 

= أهلاً ليكي انتي كمان يا ست مرام ولا تزعلي..


ثم تابع بجدية وهو يوجه حديثه لحبيبة  : 

= أعرفك بنفسي انا ياسر مسئول التصميمات هنا ..وطبعاً بعد ما إضميتي لينا هتبقي مسئولة معايا عن القسم ده. 


إقتربت سارة منها وهي تسلم عليها وتقول بمرح  :

=وانا سارة مسئولة الحسابات واللي هتطلع عينكوا وهي بتعد عليكوا كل قرش هتصرفوه. 


ضحكت حبيبة وهي تقول برقة  :

=تشرفنا..وانا حبيبة وهحاول أتعلم بسرعة وإن شاء مش هتندموا إنكم وافقتم إني أشتغل معاكم. 


ابتسم ياسر وهو يقول بجدية  :

= انا شفت صور الديكور اللي نفذتيه في شقتك وعجبني جداً ..وواضح إن عندك موهبة كبيرة في التصميم وإلا ماكنتش وافقت انك تشتغلي معانا ومتقلقيش أي حاجة تانية سهل إنك تتعلميها المهم إن الموهبة موجودة. 


ابتسمت مرام وهي تقول بود  :

=مش قلتلك متقلقيش إحنا كلنا جداد وبنتعلم من بعض..


أشارت سارة لأحد المكاتب وهي تقول بإبتسامة ودودة  :

=ده المكتب بتاعك والجهاز اللي عليه ده يخصك بس في الأول هتشتغلي مع ياسر على جهازه لحد ماتتعلمي إزاي تتعاملي مع البرامج اللي عليه. 


أشار لها ياسر بجدية  :

=إتفضلي يا أستاذة حبيبة أقعدي معايا هنا وقوليلي رأيك في التصميم اللي شغال عليه انا بنفذ ديكور شقة كبيرة بس حاسس إن فيه حاجة في التصميم مش مظبوطة..


جلست حبيبة بتردد إلى جانبه في حين قالت مرام بعملية  :

=و انا هروح أتفق مع الصنايعية والعمال اللي محتاجنهم قبل مايرتبطوا بشغل مع حد تاني ..يلا سلام.


ياسر بتوتر  :

= مرام خدي الأسطى عاطف معاكي بلاش تروحي تتفقي معاهم لوحدك. 


مرام بغضب  :

=ليه بقى .. هو انا صغيرة ولا إيه  ؟


ياسر بحرج وحبيبة تتابع توتره بدهشة  :

=لا طبعاً انا مقصدش بس.. يعني..أقصد إنهم كلهم شباب صغير و رجالة وممكن يدايؤكي..


مرام بمرح  :

= لا متخافش إن كان على كده فانا أرجل منهم كلهم ..بس خد بالك انت من حبيبة و بلاش تتعبها من أول يوم. 


ثم خرجت مسرعة وهي تشير لحبيبة بأن تطمئن في حين جلست سارة إلى المكتب الخاص بها وتابعت القيام بعملها ..


وحبيبة تتابع ياسر الذي يتابع خروج مرام بإهتمام وقلق أثار إنتباه حبيبة ثم تنحنح وهو يعود بإنتباهه إليها يعرض عليها بعض الصور التي قام بتصميمها  :

=ها إيه رأيك انا حاسس إن فيه حاجة ناقصة.


نظرت حبيبة للتصميم جيداً ثم قالت بتردد  :

=هو حلو أوي ..بس…


ياسر بجدية  :

=بس إيه ..قولي رأيك متردديش إحنا هنا كلنا بنكمل بعض  . 


حبيبة بتردد  :

=بصراحة انا شايفة إن الريسبشن مليان حاجات كتير.. صحيح مليان تحف وأنتيكات بس برضه زحمة .. يعني مثلاً لو نشيل ده ونستبدله هنا …


ثم تابعت الشرح وسط إهتمام ياسر الذي تناقش معها بإستفاضة في المزيد من التفاصيل.. لتمر بهم أكثر من ساعة وهم يتناقشون حتى إنتهوا..


تأمل ياسر التصميم الذي أمامه ثم قال بإرتياح  : 

=فعلاً كان معاكي حق ..التصميم كده أجمل وأشيك ومريح للعين. 


ثم نظر لها وهو يتابع بتقدير  :

=الظاهر إننا كسبنا مهندسة ديكور كبيرة.


ابتسمت حبيبة وهي تجيب برقة  :

=مش أوي كده يا أستاذ ياسر انا لسه جديدة وبتعلم..


ياسر بلطف  :

=لا بالعكس انا شايف إنك مع شوية خبرة هيكون ليكي مستقبل كبير في شغلتنا .


ثم تابع بمرح  :

=وبعدين إحنا هنا زمايل يعني بلاش رسميات انا اسمي ياسر و دي سارة وبس يعني من غير ألقاب لو ده مش هيدايقك.


ابتسمت حبيبة براحة  :

= لا أبداً ميدايقنيش ولا حاجة .


ثم تابعت برقة  :

=خلاص يبقى انا كمان حبيبة من غير ألقاب..


ابتسم ياسر وهو يشير إلى جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به  :

=طيب إتفرجي على أوضة الأطفال هي المفروض لبنوته صغيرة عندها ست سنين انا لسه مشتغلتش فيها وقوليلي أفكارك وانا هاروح أعملنا نسكافيه ..اه بتشربيه إيه. 


وقفت حبيبة بحرح  : 

= لا وده معقول انت اللي هتعمل لنا النسكافيه بنفسك !


سارة بمرح  :

=متقلقيش انتي كمان هيجي عليكي الدور وهتعمليلنا كلنا .. أصل احنا ممشينها بالدور كل واحد فينا بيمسك البوفيه يوم ويعملنا طلابتنا علشان لسه معندناش حد بيشتغل في البوفيه والنهاردة اليوم على ياسر.


ابتسم ياسر وهو يقول بمرح  :

=اهي سارة قالتلك على نظامنا هنا ها بتشربي سكرك أد إيه..


حبيبة وهي تبتسم بمرح  :

= إن كان كده يبقى ماشي .. انابشربه بمعلقة سكر واحدة..


ابتسم ياسر ثم تركهم وتوجه للخارج في حين جلست حبيبة تتأمل غرفة الطفلة التي ستقوم بتصميمها بإهتمام وحنين وهي تتخيل أنها تصمم غرفة طفلتها هي .. لتشعر بالإختناق و عينيها تمتلىء بالدموع لإستحالة الفكرة بالنسبة لها.


ليرتفع فجأة صوت رنين هاتفها الخاص .. فعقدت حاجبيها برفض وهي ترى اسم عمر يظهر أمامها.. فحاولت تجاهله إلا إنه تابع الرنين عدة مرات بإصرار ..


حبيبة بتوتر وهي تقف وتتوجه للخارج  :

= انا خارجة أرد على التليفون وراجعة حالاً. 


ابتسمت سارة برقة وهي تشير لها بالذهاب  ،  فخرجت لبهو الشركة ثم أجابت بحدة  :

=ألو.. عايز إيه…


إلا أن عمر أجابها وهو يقاطعها بغضب  :

= مبترديش على التليفون ليه..


حبيبة بغضب  : 

=انا حرة أرد أو مردش دي حاجة ترجعلي..


عمر بغضب  :

=بلاش تستفزيني يا حبيبة ..أظن انا فهمتك مليون مرة إن مكلماتي يترد عليها مهما كنتي مشغولة أو حتى زعلانة .. لأن لو مردتيش هفهم على طول إنك واقعة في مشكلة وعلى أساس كده هتصرف. 


حبيبة بغضب  :

=يا سلام اللي يسمعك كده يقول إنك مهتم أوي .. وبعدين ملكش دعوة بيا وأهتم بالحيزبونة اللي مقعدها في بيتك .


عمر بإستفزاز  :

=ومين قالك إني مش مهتم بيها.. بس ده مش موضوعنا. 


ثم تابع بجدية  :

=بتعملي إيه في شركة الديكورات دي بقالك اكتر من ساعة..


شهقت حبيبة بغضب وغيرة  : 

= تهتم بيها ولا متهتمش ده حاجه متهمنيش و بعدين إنت إيه اللي عرفك إني في شركة الديكور .. إيه بتراقبني !


عمر ببرود  :

= أيوه براقبك وبراقب كل خطواتك .. إرتحتي ..


ثم تابع بصرامة أخافتها  :

= بتعملي إيه عندك يا حبيبة ردي على طول انا جبت أخري. 


ابتلعت حبيبة ريقها بخوف إلا إنها أجابت بتحدي  : 

=ملكش دعوة .. وياريت متتدخلش في اللي ملكش فيه ..انا حرة أعمل اللي انا عيزاه.


عمر بتوعد  :

=بقى كده.


حبيبة بتحدي  :

= ايوه كده .. يعني هتعمل إيه .. 


عمر ببرود  :

= لا على اللي انا أقدر أعمله فانا ممكن أعمل كتير أوي .. يعني ممكن مثلاً أجي دلوقتي حالاً أخدك على بيتك وببت جوزك وأقعدك فيه زي أي ست عاقلة ..أو أجي أطربق المكان على دماغك ودماغ اللي شغالين فيه أو ممكن بكل بساطة أقفلك المكان خالص وأظن انتي عارفة إني أقدر أعمل كده…


ثم تابع بصرامة شديدة  :

=بتعملي إيه عندك يا حبيبة..


أجابت حبيبة بغضب وهي متأكدة من إنه يستطيع تنفيذ تهديداته بسهولة شديدة  :

=بشتغل هنا .. إرتحت. 


عمر بإهتمام  :

=بتشتغلي إيه.. كملي.. 


حبيبة بإختناق  :

=بشتغل مصممة ديكور معاهم .. ممكن تقفل بقى مش خلاص عرفت اللي إنت عايزه !


تجاهل عمر حديثها وهو يتابع إستجوابها بإهتمام  :

=مين اللي جابلك الشغل ده ..ومصممة ديكور إزاي وانتي مش دارسة تصميم.


حبيبة بإندفاع وهي تشعر إنه يقلل منها  :

= مرام جارتي في العمارة هي اللي جابتلي الشغل ده معاها هي وزمايلها بعد ما شافت الديكورات اللي انا عملتها في شقتي .


ثم تابعت بإندفاع  : 

=وعلى فكرة بقى ياسر مهندس الديكور اللي انا شغالة معاه يبقى مهندس كبير أوي وعنده خبرة شاف شغلي وقال إن انا عندي موهبة كبيرة جداً بس ناقصني شوية خبرة. 


إنتفض عمر وهو يقول بخطورة  :

=ياسر .. ياسر مين ؟؟ 

 

ثم تابع بغضب أثار خوفها  :

=مين ياسر اللي بتتكلمي عنه ده ..إنطقي !! 


حبيبة بإرتباك  :

=ده ..ده مهندس الديكور اللي هشتغل معاه و…..


ليرتفع صوت ياسر فجأة مقاطعاً وهو يقول بمرح  :

=يالا ياحبيبة تعالي عملتلك النسكافيه وقرب يبرد.


عمر بغضب شديد  :

=حبيبة ..كده .. عادي ومن غير ألقاب..وعملك النسكافيه.. وكل ده بعد ساعة واحدة قضيتيها في الشغل .. أومال بعد يوم ولا إتنين هيحصل إيه  !


حبيبة بغضب  :

= إحترم نفسك واتكلم كويس .. مش كل الناس زيك وزي الحيزبونة بتاعتك ..


ثم تابعت بإرتباك  :

=انا هقفل السكة علشان عندي شغل مع السلامة.


ثم األقت الهاتف بسرعة وتوجهت للداخل وهي تحاول السيطرة على توترها ..






في نفس التوقيت..


إتصل عمر بنادر .. الذي أجاب فوراً وعمر يقول بغضب شديد دون أن بعطيه فرصة للكلام  :

=معاك اسم الشركة اللي حبيبة دخلتها من شوية .. تجيبلي كل حاجة عنها مين اللي ممولها .. موقفهم المالي .. أخلاقهم عاملة ازاي .. كل اللي بيشتغلوا فيها عايز تقارير كاملة عنهم وخصوصاً واد اسمه ياسر شغال هناك .. قدامك ساعتين وكل اللي طلبته يبقى قدامي. 


ثم أغلق الهاتف دون إنتظار رد وهو يكاد يشتعل من شدة الغضب والغيرة. 


في المساء وبعد إنتهاء ساعات العمل نزلت حبيبة برفقة مرام وسارة وياسر وهم يتحدثون بمرح.


ياسر بتعب  : 

= انا ميت من الجوع ما تيجوا ناكل في اي مطعم جنبنا.


سارة بمرح  :

= مطعم إيه يا بشمهندس إحترم نفسك إحنا في نص الشهر ويا دوب الفلوس اللي معانا ممشيانا بالعافية  . 


مرام بمرح  :

=ولا يهمك يا سمسم .. وافقي انتي بس وانا هعزمكم كلكم على حسابي.


ياسر بغضب  :

=ومين قالك إن إحنا محتاجين حد يصرف علينا.. سارة بتهزر وانا لو ممعييش فلوس مكنتش إقترحت إن إحنا نروح نتغدى برة .


مرام بحزن وقد تجمعت الدموع في عينيها  : 

= انا مقصدش يا ياسر انا كنت بهزر معاكم وعموماً انا آسفة. 


ثم تركتهم وتوجهت إلى سيارتها وهي تقول لحبيبة بصوت مخنوق  :

=يلا يا حبيبة علشان أوصلك معايا.


مرر ياسر يده في شعره بغضب في حين قالت سارة بعتاب : 

=ليه كده يا ياسر .. حرام عليك هي كل ما تتكلم تحرجها بالشكل ده ولا عشان متأكد إنها بتحبك فبتبيع وتشتري فيها !


ياسر بتعب وهو يشير لإحدى سيارات الأجرة وعينيه تتابعها بحزن  :

=انتي بتقولي إيه بس يا سارة دا انتي الوحيدة اللي عارفة إني انا كمان بحبها وبموت فيها .. بس مينفعش .. انا فين وهي فين.. 


سارة بإحتجاج  : 

=ليه كده يا ياسر ليه بتقلل من نفسك انت بشمهندس قد الدنيا والمستقبل قدامك وبكرة هتحقق كل اللي نفسك فيه .. حرام عليك تعذب نفسك وتعذبها معاك بالشكل ده..


فتح ياسر باب السيارة وهو يتنهد بألم  : 

= لما بكرة ييجي وأحقق ولو جزء من أحلامي أبقى أصارحها بحقيقة مشاعري ناحيتها غير كده مش هينفع.


تنهدت سارة بحزن وهي تجلس بجانبه في سيارة الأجرى ..

في حين قادت مرام السيارة وهي تبكي.


حبيبة بحزن : 

=خلاص بقى يا مرام محصلش حاجة لكل ده .. وهو أكيد ميقصدش .


مرام بحزن وهي تمسح دموعها  :

=لا يقصد ..دا ..دا مبيطقنيش ولا بيطيق يتكلم معايا كلمتين على بعض .. وأديكي شفتي بنفسك. 


حبيبة بتردد  :

=بصراحة انا مش شايفة كده .. بالعكس دا طول النهار بيتصل بعم عاطف يتطمن عليكي وأكد عليه ولا مية مرة إنه ميسبكيش لوحدك مع الصنايعية حتى انا إفتكرت إنه ... يعني .. ولا بلاش.


توقفت مرام بالسياره وهي تقول بأمل

=لا وحياة أبوكي إتكلمي دا انا ما صدقت.


حبيبة بإرتباك  :

= أنا معرفش.. أقصد محدش قال قدامي حاجة بس انا لما شفت إهتمامه وطريقة بصته ليكي وإنتي مش واخدة بالك قلت يعني ..أقصد…


مرام بسعادة: 

=تقصدي إنه بيحبني ..مش كده ..انا كنت حاسة والله بس عمايله شككتني فيه..


إنطلقت مرام بالسيارة مرة أخرى وقد تجدد الأمل في قلبها مره أخرى.

 

حبيبة بإرتباك :

=انا مش فاهمة حاجة ..إنتي بتحبيه ..صح. 


مرام وهي تقف بالسيارة مرة أخرى أمام العمارة التي يقطنون بها وخرجت منها بصحبة حبيبة  :

= انا مش بس بحبه انا بموت فيه بس زي ما إنتي شايفة حب من غير أمل هو شايف إن انا غنية ومش مناسبة ليه علشان الفرق المادي اللي بينا مع إني حاولت كتير إني أفهمه إن انا آخر حاجة أبصلها هي الفلوس بس هو واخدها مسئلة كرامة .. وأملي الوحيد إن شركتنا تنجح يمكن ده يشيل مشكلة الفارق المادي اللي بينا واللي مخلياه يبعد نفسه عني. 


حبيبة برقة  :

= إن شاء الله يا حبيبتي الشركة تنجح وربنا يجعل لكم نصيب في بعض.


مرام بلهفة  :

=يارب يا حبيبة .. يارب. 


ركبت حبيبة المصعد ثم توقفت أمام شقتها فودعتها .. ثم دخلت وهي تشعر بالتعب والأسف من أجل صديقتها..


لتتفاجأ بعمر يجلس في البهو على إحدى الأرائك وهو يعمل بتركيز على جهازه المحمول وقد خلع جاكيت البدلة السوداء التي يرتديها وقد ثنى كميه وفتح بعض أزرار قميصه العلوية. 


حبيبة بدهشة  :

= إنت دخلت هنا إزاي  !


رفع عمر عينيه إليها يتأملها بتدقيق ليقول بهدوء  :

= إغسلي وشك وغيري هدومك علشان جدتي عاملة حفلة في القصر وعيزاكي تبقي موجودة. 


ثم تابع ببرود  :

= بتحاول تتصل بيكي من بدري بس الظاهر تليفونك كان مقفول. 


حبيبة بغضب وهي تتذكر أنها أغلقت الهاتف بعد محادثتها معه  :

= إنت دخلت هنا إزاي رد عليا!! 


عمر وهو ينظر لساعته ببرود  :

=دخلت بالمفتاح طبعاً ..ويلا علشان منتأخرش. 


إتجهت له حبيبة وحاولت سحبه ليقف وهي تقول بغضب  :

=قوم اقف وكلمني وبلاش برود إنت سرقت المفتاح وعملت عليه نسخة مش كده  !


سحبها عمر فجأة بقوة لتقع فوق ساقيه وهو يشدد من لف ذراعيه من حولها ويقول بغضب مكبوت  :

= انا بحذرك .. كلمة كمان وهتتعاقبي عقاب يوجع كرامتك أكتر ما هيوجع جسمك .


ثم تابع بصرامة أخافتها  :

= قومي غيري هدومك وإلبسي حاجه تناسب الحفلة .


حبيبة بغضب مفتعل تحاول مداراة خوفها به  :

=ولو قولت لاء مش عايزه أروح معاك.


ابتسم عمر ببرود  : 

= همم ..طيب يبقى إنتي اللي إخترتي.. 


لتتفاجأ به يرفعها فجأة فوق كتفه ويتوجه بها إلى الداخل رأسها يتدلى للأسفل .. يحيط قدميها بذراعه فحاولت التخلص منه و ضربه بذراعيها على ظهره وهي تصرخ بغضب  :

=سيبني يا عمر أحسنلك ..بدل ما أصوت وأعملك فضيحة. 


لتبدأ في الصراخ فعلياً  : 

=إلحقون……آه. 


لتقطع صراخها.. بصرخة ألم بعد شعورها بصفعة قوية تنزل على مؤ*خرتها وهو يقول بغضب  : 

= إخرسي.. إيه انتي واخدة الصريخ هواية  ..كل ما أقرب منك تصرخي. 


ثم أنزلها في حوض الإستحمام وفتح المياة فوق رأسها وهو يقول بجدية  : 

= قدامك عشر دقايق تاخدي فيهم دوش وتخرجي تلبسي وتستعدي عشان انا كمان هاخد دوش بعدك علشان ألبس .


نظرت حبيبة له بغضب وهو يتابع ببرود ويده تفتح المزيد من أزرار قميصه  :

=ولا تحبي ناخد دوش مع بعض علشان نلحق نخلص بدري..


حبيبة بخوف وهي تراه يفتح آخر أزرار قميصه  :

=لا .. لا طبعا .. إستنى عندك إنت بتعمل إيه..


عمر ببرود  :

=خلاص انا هستناكي برة ولو إتأخرتي هدخل آخد حمامي معاكي. 


ثم تركها وتوجه للخارج في حين بدأت هي في التخلص من ثيابها والإستحمام بسرعة خوفاً من تنفيذ تهديده..


بعد قليل خرجت حبيبة وهي ترتدي رداء إستحمام طويل يلفها بالكامل .. ونظرت إليه بغضب وهي تلاحظ إستلقاء عمر براحة على الفراش وقد خلع قميصه وأغمض عينيه. 


فإقتربت منه بتردد وقالت بصوت مرتعش وهي تحاول ألا تنظر إليه وهو مستلقي نصف عاري  :

=عمر .. عمر ..انا..انا خلاص خلصت والحمام فاضي.


إلا إنه لم يستجب لها فإقتربت منه أكثر ومدت يدها بتردد تحاول هز كتفه وهي تقول بتردد  :

=عمر إنت نمت  !


لتتفاجأ به يمد ذراعه يسحبها فجأة يلقيها على الفراش وهو يحيطها بجسده وذراعيه .. ثم يُـ*قبل عنقها وهو يستنشق عطر جسدها بقوة   ،  ثم قال بهدوء وهو يتأمل ملامح وجهها وأصابعه ترسم ملامح وجهها بعشق  :

=عملتي إيه في شغلك النهاردة إحكيلي..






حبيبة بتوتر وهي تحاول الإبتعاد عنه  : 

= إبعد إيدك عني انا مش تحت أمرك وروح لحبيبة القلب اللي انت مقعدها في بيتك وياريت تفتكر إن إحنا خلاص هنتطلق.


ابتسم عمر وهو يترك يده تجول برقة وتملك على حنايا جسدها ثم مد يده إلى رباط ثوب إستحمامها وهو يهمس فوق شفتيها بهدوء يحاول به مداراة غضبه وغيرته السوداء عليها  :

=هتحكيلي ولا نشغل الساعتين اللي قبل الحفلة دول في حاجة ممتعة أكتر  ؟! 


حبيبة بإرتباك وهي على وشك البكاء وهي تشعر به يبعثر مشاعرها ويتحكم بها رغماً عنها  : 

= عايزني أحكي إيه بس... 


قَـ*بّل عمر شفتيها برقة وهو يقول بتملك  :

=كل حاجة .. من أول ما دخلتي من باب الشركة لحد ما وصلتي هنا. 


تنهدت حبيبة بإستسلام وهي تقص عليه كل ما حدث معها طوال اليوم و هو يستمع إليها بإهتمام ويوجه إليها المزيد من الأسئلة ..حتى إنتهت وتفاجئت به يقول بحدة  :

= وياسر ده هيبقى شغلك معاه على طول..


حبيبة بدهشة من حدته  :

=طبعاً .. ماهو مهندس الديكور والمسئول عن الديكورات وانا المفروض هشتغل في التصميمات معاه. 


عمر بجدية  :

=يبقى انا لازم أقابله وفوراً. 


حبيبة بغضب  : 

= انا مش فاهمة إنت عايز تقابله ليه  !! 


عمر بغضب  :  

= عايز أقابله علشان مراتي هتشتغل وتقضي نص يومها معاه وعايز أتطمن إنه محترم ومش هيتعدي حدوده معاكي. 


حبيبة بإندفاع غاضب  :

=أولاً ياسر إنسان محترم جداً  ،  ثانياً للمرة المليون ملكش دعوه بيا ولا بشغلي ولا بصحابي .. مفهوم..! 


عمر بلهو وهو يقترب بعشق من شفتيها  :

=مفهوم .. يا قلبي .. بس انا لازم أقابله برضه. 


ثم تظاهر بإنه سيُـ*قبلها فهمس فوق شفتيها التي ترتعش بإستجابة بالرغم عنها  :

=قومي يلا إلبسي..


حبيبة بصدمة وتشوش  :

= إيه..


عمر ببرود : 

=قومي .. إلبسي .. وإجهزي .. المفروض إحنا اللي هنستقبل الضيوف. 


نهضت حبيبة بعيداً عنه وهي ترتب ثيابها بإرتباك في حين نهض هو الآخر وقال بهدوء وهو يتوجه للإستحمام  :

=انا جبتلك فستان سهرة من هدومك اللي في القصر إلبسيه وإستعدي علشان إنتي اللي هتستقبلي الضيوف.


حبيبة بصدمة  :

=هستقبل الضيوف ..طب إزاي وانا عمري ماعملت كده.


عمر بهدوء  :

=متقلقيش انا جنبك وجدتي كمان موجودة الموضوع مش صعب هو عايز بس ممارسة .. يعني مرة مرتين وهيبقى الوضع سهل بالنسبالك. 


ثم تركها وبدأ في الإستحمام في حين إرتدت حبيبة ثيابها الد*اخلية بسرعة وإرتدت ثوب السهرة الذي نظرت إليه بإعجاب شديد بقصته الرقيقة التي تنسدل بروعة وإحتشام فوق جسدها لتمرر يدها بإنبهار على قماشته الحريرية والمطرزة بالكامل بحبات من اللولي متناهي الصغر والذي تتدرج ألوانه وتمتزج بسحر ما بين الأسود والفضي. 


ثم ضغطت على شفتها وهي تحاول بتوتر أكثر من مرة غلق سحاب فستانها   ،  فلا تستطيع لترفع عينيها فجأة تنظر إلى المرآة أمامها   ،  لتتفاجأ بعمر يقف من خلفها يتأملها بإبتسامة عاشقة ثم إقترب منها ومرر يده على ظهرها العاري يُـ*قبله بعشق ثم أغلق السحاب بهدوء وهو يديرها مرة أخرى إليه يتأملها بحب ويده تنشر شعرها حولها بإعجاب صارخ. 


حبيبة بإرتباك  :

=الفستان .. الفستان حلو أوي.


عمر بعشق  :

=لاء..


نظرت حببية للمرآة مره أخرى بدهشة  :

= الفستان مش عاجبك

فتح عمر علبه مخملية حمراء وقال وهو يخرج منها عقد ألماس رائع  :

= اللي لابسة الفستان هي اللي عجباني ومحلية الفستان.


ثم قَـ*بَّل عنقها برقة وهو يضع عقد ألماس حول عنقها .


مررت حبيبة يدها بخوف وإعجاب على عقد الألماس وهي تقول بقلق  :

= بلاش ياعمر الفستان جميل ومش محتاج حاجة معاه. 


ابتسم عمر بتفهم ثم قال وهو يُـ*قبل معصمها ويضع سوار من ألماس وخاتم يتبعان العقد   :

=كملي لبسك يا بيبة ومتخافيش مش هيجراله حاجة ومتنسيش تلبسي دبلتك وخاتم جوازنا.

 

ثم تابع بهمس لم تسمعه  :

= العقد وصاحب العقد فداكي وفدا عيونك يا حبيبة بس إنتي ياريت تفهمي كده.


ثم تركها وتابع إرتداء ثيابه التي أحضرها معه .. تتابعه أعين حبيبة خلسة بإعجاب لينتهي بعد أن رش ملابسه بعطره المفضل ثم إقترب من حبيبة يتأملها بإعجاب شديد بعد إنتهائها من إرتداء حجابها .. ثم لف ذراعيه حول خصرها وهو يقول بتملك  :

= جاهزة.


هزت حبيبة رأسها إيجاباً وهي تستنشق عطره الممزوج برائحة جسده بنهم غريب ثم خرجت معه إلى الخارج في الطريق إلى القصر.


بعد قليل  :

وصلت حبيبة إلى القصر الذي تفاجئت بحديقته ممتلئة بخلاصة المجتمع المخملي من رجال المال والأعمال وجمع من النساء التي ترفل في الغنى الفاحش.


توترت حبيبة وهي تقول لعمر بقلق  :

= إنت مقولتليش إن المكان هيبقى مليان كده..! 


لف عمر يده حول خصرها ثم قربها منه بتملك وهو يقول بهدوء  :

= إتصرفي على طبيعتك انا جنبك و مش هسيبك. 


حبيبة بإرتباك  : 

=بس ..


عمر بهدوء  :

=مفيش بس ..إبتسمي وإهدي خالص إنتي مرات عمر الرشيدي وكل اللي حواليكي دول هما اللي يتمنوا رضاكي .. تعالي نسلم على جدتي  ، ثم زاد من ضمها إلى جانبه وإقترب من جدته التي كانت تجلس إلى إحدى الموائد المقامة على أرض الحديقة .


قامت الجدة وإحتضنت حبيبة التي هرعت إليها وإحتضنتها بسعادة لتقول الجدة للجالسين معها بفخر  : 

= أعرفكم بحبيبة حفيدتي التانية ومرات حفيدي عمر .


انهالت التحيات على حبيبة التي إبتسمت برقة ومجاملة وهي تحييهم. 


لتبتسم الجدة وهي تقول لحبيبة بسعادة وبلهجة ذات معنى   :

=روحي يا حبيبتي مع جوزك متسيبهوش لوحده أكيد عايز يعرفك على أصحابه ومعارفه.


كادت حبيبة أن تنفي إلا إنها تفاجئت به يلف يده حول خصرها وهو يقبل وجنتها ويقول بمرح  : 

=تعالي يا بيبة وإسمعي كلام جدتي وبلاش تسيبيني لوحدي أحسن أتخطف منك.


ثم غمز لجدته بمرح وهو يأخذ حبيبة ويندمج بها وسط المدعوين  ، في حين تمسكت حبيبة به وهي تكاد تلتصق به حتى مر بعض الوقت وإندمجت قليلاً ..قليلاً في الأجواء من حولها يساعدها دعم عمر الشديد لها ومحاولة من حولها التقرب منها طمعاً في كسب رضاء زوجها. 


إلا أن ما عكر عليها صفو ليلتها هو ظهور جيلان في الحفل وهي ترتدي فستان ذهبي ذو قصة صدر منخفضة بدون حملات طويل ذو شق طويل بطول ساقها يلتصق على جسدها بإغراء و كأنه جلد ثان لها وقد تحلت بمجوهرات ثمينه من الألماس المجدول مع الذهب الأصفر.


إقتربت جيلان من حبيبة التي وقفت بعيداً تتأمل بعض الأزهار النادرة بإنبهار فإنتهزت فرصة إنشغال عمر وإبتعاده قليلاً وتحدثه إلى أحد رجال المال فتأملتها بسخرية وهي تشير لعقد الألماس الذي ترتديه حبيبة  : 

=هو عمر بيلبسك كمان من مجوهرات أمه نادرة هانم الله يرحمها.. ولا دا تقليد  ! 


تحسست حبيبة العقد بصدمة وجيلان تتابع بإبتسامة سامة حاقدة  : 

= خدي بالك منه أصل الطقم اللي إنتي لابساه ده تمنه ملايين واللي زيك متعرفش تتعامل مع حاجة غالية أوي كده. 

 

حبيبة بكبرياء  : 

=اللي زيي يمكن متعرفش تتعامل مع عقد بملايين لكن على الأقل تعرف تخليها في نفسها ومتحشرش نفسها في اللي ميخصهاش.


جيلان بصدمة  : 

=تقصدي ايه..


حبيبة ببرود  :

= أقصد .. إن ده عقد مامت جوزي الله يرحمها واللي لبسهولي يبقى برضه جوزي حبيبي اللي بيملك العقد ده إنتي بقى داخلك إيه في كل ده..! 


نظرت لها جيلان بحقد ثم تلفتت حولها تتأكد من إنه لا يوجد من يتطلع إليهم  ،  فقالت بحقد وهي تنزع العقد بعنف من حول عنق حبيبة وتلقيه أرضاً ثم تسحقه بقدمها وتركله بعيداً  :

= إبقي شوفي عمر هيعمل فيكي إيه بعد ما يشوف عقد أمه متقطع ومتبهدل بالشكل ده.


شهقت حبيبة برعب وهي تجري في الإتجاه الذي ركلت جيلان العقد فيه وإنحنت تبحث بجنون عنه ودموعها تسيل بخوف يكاد قلبها يتوقف من شدة الفزع وهي تجده ملقى بين الأزهار وقد تحول لأشلاء متناثرة.. فأخذت تجمعه بلهفة  ،  ثم جلست أرضاً تبكي بفزع وهي تفكر كيف ستواجه عمر  .. فقررت الإنسحاب إلى داخل القصر قبل أن يراها أحد وهي منهارة. 


في الوقت ذاته وقفت جيلان بجانب عمر تتحدث معه ومع رفيقيه بثقة وإرتياح حتى مر القليل من الوقت ونظر عمر بجانبه وبجانب جدته يبحث عن حبيبة إلا إنه لم يجدها بجوارها. 


فأخرج هاتفه وإتصل بها .. فسمع صوتها الباكي يأتيه بضعف  . 


عمر بقلق  :

= مالك يا حبيبة في إيه..؟ 


حبيبة ببكاء وهي تتأمل العقد الممزق بين يديها  :

=مفيش حاجه..أصل ..أصل.. 

ثم غرقت في موجة بكاء جديدة. 


عمر بلهفة  :

= إنتي فين يا حبيبتي..


حبيبة ببكاء  :

= انا ..انا جوة القصر.







دخل عمر سريعاً إلى القصر فوجدها تجلس على أحد الأرائك في البهو وهي تبكي فإقترب منها سريعاً وإحتضنها بلهفة وهو يقول بقلق  :

=في إيه يا حبيبتي .. مالك بتعيطي ليه ... 


مدت حبيبة يدها إليه بخوف تظهر له العقد الممزق  ،  فعقد حاجبيه وهو يتناول العقد منها ثم جلس بجانبها ورفعها فوق ساقيه يحتضنها بحماية وهو يمرر يده على ظهرها مهدئاً في حين إنهارت هي في البكاء وهي تحتضنه بقوة  : 

=خلاص يا حبيبتى فداكي .. وإن كان على العقد انا هوديه يتصلح وهيرجع أحسن من الأول.


رفعت حبيبة وجهها الباكي إليه بأمل وهي تقول بلهفة  : 

=بجد يا عمر ..هينفع يتصلح..انا ممكن أسحب بكرة فلوس من البنك وأروح أصلحه .. بس قولي الحاجات اللي زي دي بتتصلح فين  !! 


مسح عمر بحنان دموع حبيبة وهو يقول بتطمين  :

=لا يا ستي الموضوع بسيط و مش مستاهل تسحبي فلوس من البنك انا هوديه بكرة للجواهرجي بتاعنا وهو هيتصرف..


ثم تابع بإبتسامة حانية  :

=هو وقع من رقبتك وحد داس عليه ؟ 


حبيبة بغضب  :

=لاء الست جيلان هي اللي سحبته من رقبتي وداسته مش عاجبها إن انا ألبس عقد والدتك الله يرحمها.


ليرتفع صوت جيلان فجأة وهي تدخل بغضب  :

= إنتي إزاي بتكدبي كده ..على فكرة انا كنت واقفة مع عمر طول الوقت يعني هو أول واحد عارف إنك بتكدبي. 


وقفت حبيبة وإبتعدت عن عمر وهي تقول بغضب  :

= إنتي كدابة .. إنتي اللي سحبتي العقد من حوالين رقبتي ودهستيه برجلك .


جيلان وهي تمثل الحزن وقد سالت دموعها ببكاء كالحيات  :

= سامع مراتك بتقول إيه ياعمر قولها ..قولها إن انا كنت معاك طول الوقت وإن كلامها ده كله كدب .


ثم تابعت ببكاء كاذب  :

= تلاقيها هي اللي عملت كده في العقد علشان توقع بينا وتخليك تنهي علاقتك بيا .


حبيبة بصدمة  :

=إنتي كدابة .. وأكيد في كاميرات هنا راجعها .. راجعها ياعمر علشان تتأكد إنها هي اللي بتكدب عليك. 


إلا أن عمر صرخ فيها فجأة بغضب  : 

=خلاص يا حبيبة .. العقد هيتصلح وإنتهينا.


ثم إقترب من جيلان أمام أعين حبيبة المصدومة وقال برقة وهو يمسح دموعها  : 

= انا آسف يا جيلان أكيد حبيبة متقصدش .. إتفضلي إنتي 

إطلعي للضيوف و انا شوية وهاجي وراكي. 


نظرت جيلان لحبيبة بإنتصار وشماته ثم توجهت للخارج بإبتسامة سعيدة منتصرة. 


في حين نظرت حبيبة لعمر وهي تقول بغير تصديق ودموعها تسيل بدون توقف  : 

=يعني انا اللي بكدب مش كده ..انا اللي قطعت العقد .. علشان أفرق بين الحبيبين صح  !! 


حاول عمر الإقتراب منها إلا إنها نفضت يده بعيداً عنها وهي تقول بإنهيار  :

= لما إنت بتحبها أوي كده .. بتعمل معايا كده ليه.. عايز مني إيه .. لسه بتنتقم ..كل اللي عملته فيا ده ومكفكش ولسه بتنتقم  !!


ثم إنهارت في البكاء وهو يحتضنها ويحاول تهدئتها وهو يقول بتوتر  :

= إهدي يا حبيبتي وإسمعيني انا هفهمك.. 


إلا إنها ظلت تصرخ فيه وهي تضرب صدره بإنهيار وتحاول الإبتعاد عنه  :

=بطل كدب بقى ومتقولش حبيبتي انا مش حبيبتك .. حبيبتك لسه خارجة برة سيبني في حالي بقى وروحلها كفاية انا تعبت .. والله تعبت ومبقتش قادرة حرام عليك ..كفاية .. كفاية. 


ثم إنهارت في موجة بكاء قوية جعلتها تفقد الوعي بين يديه وهو يصرخ بإسمها بخوف ولوعة…


♕ يتبع ♕ 

♡ الفصل الثامن عشر ♡ 🦋

#سيد_القمر_الأسود 🖤

🖇 •زينب مصطفى •


             الفصل التاسع عشر من هنا

بعد انتهاء رواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا

تعليقات
تطبيق روايات
حمل تطبيق روايات من هنا



×